شعر اجتماعي

لا تمرضي

لا تمرضي قصيدة غزلية اجتماعية بها تظهر فيها قوة وبراعة الشاعر المعاصر الحطيئة الشامي عمر أبو عساف عندما جمع بين كل هذه المعاني في قصيدة واحدة.

لا تمرضي

 

ومريضةٍ مرضَ الصباحُ إذا دَرَى

غادرتُها عندَ المساءِ مسافِرا

والأخضرُ الفيروزِ في العينُ ارتَوى

منهُ زكامٌ عاشقٌ وتخضرا

تتقاذفُ الدمعاتُ ورداً قانياً

حتى السِوارِ تخضبَ وتعطرا

والرعشةُ الشقراءُ فوقَ شفاهِها

رعشُ اليمامِ من الثلوجِ المقفِرا

نظرتْ إلي كأنَ عمري قد مَضى

لِتقول لي ماذا فعلتُ لأزجرا

ماذا فعلتُ لمَ أراكَ مخاصماً

تقسو علي كأنَ عينُكَ لا ترى

تقسو علي بشمسكَ النارِ التي

بانتْ خصاماً في الجبينِ وعمّرا

أغضبتُها أسكتُها أبكيتُها

ويحَ الفؤادِ إذا تناسى ما جرَى

وتكاثرتْ ابر السؤالِ تكاثرتْ

لتحزَ قلبي في الصميمِ وتنحرا

كم جُنت الكلماتُ فوقَ جبينُها

كم بلبلٍ ذُبحتْ به وتقطرا

مطرُ الملامةَ لو رأى آهاتها

سقطَ اليمينَ وفي الملامِ تعذَرا

هي مِثل أشجانْ الغروبِ شجونُها

هي مثلَ شفافْ النسيمِ تعطرا

هل كنتُ قبلَ البعدِ حقاً غاضباً

رعداً وبرقاً استحيلُ تجبرا

فلتحذروا غضبَ الأحبةِ يا أُلى

فالحبُ اكبرُ أن يعيشَ تصحرا

#الحطيئة_الشامي

Please follow and like us:

Facebook Comments

اترك تعليقاً