يوم ماطر قصيدة كتبها الشاعر عمر ابوعساف الحطيئة الشامي بها الكثير من المشاعر والعاطفة الجياشة، ويصف فيها مشاعرة عندما رأى الفتاة التي وقعت عيناه عليها لأول مرة.
يوم ماطر
رأيتكِ بينهنَّ تضاحكينا
حدودَ الأفقِ والمطرَ اللجينا
وما عرفتْ منَ البسماتِ عيني
كوهجِ البرقِ تعقبهُ السكينا
تناثرتِ الضفائرُ حائراتٍ
فلا ترضى شمالاً أو يمينا
مبللة مشتتة الدروبِ
اضاعتْ في ثناياها الجبينا
وبردٌ مثلَ وخزاتِ الشجونِ
ودفءٌ من جناحي خافقينا
مراكبُ تنهبُ الطرقاتِ نهباً
وتسبحُ في بحيراتٍ جنونا
بماءِ الدربِ يلهثُ باتساخٍ
يلطخُ جبهة الدنيا مهينا
فحيناً اشتمُ الماءَ المهان
وحيناً اشتمُ ماتشتمينا
روى الله شجيرات الطريق
نلوذ ظلالها متبلّلينا
كما تدنو العصافيرُ الغصون
هربنا من اليها متعبينا
هو الحظ الذي جمع الاماني
ام السيل الذي قد ينتقينا
فقلت مجففا وقع السكون
بعيد صحوها هل تعلمونا؟؟
تشابكت العيون مشككات
ومتعبة الرؤى هل ترتضينا
ايمكن ان يساء الردُ ويحي
أفي مثلي يجادلن الظنونا؟
سكون الورد يعقبة شذاه
اجبنا كلهن متسائلينا
تحاورنا وما نفذ السؤالُ
وما في الصدر يسلوه الشجونا
فزال غمامها يارب عندي
وما زالت مواطرها حنينا
كأن الله ما اعطى الوفاق
سوى للمرأة القدر المكينا
بود حديثهن وطيب صدق
هما ولكل داء اسبرينا
تصافحنا على الود افتراقا
تعاهدنا وأقسمنا اليمينا
رأيتك بينهن تضاحكينا
نسيت لقائنا ام تذكرينا؟؟؟
****
الشاعر عمر ابوعساف
أقرأ للشاعر: في ارض الوباء